ما هو العلم؟

 

كلنا سمعنا عبارات رنانه " أنا أصدق العلم"، " العلم هو الموثوق" " لايمكن ان تجادل العلم" " العلم قال كلمته" "العلم ضد الدين" اغلبكم سمع هذا الكلام المستهلك لملحد يبرر تركه للدين. 


لكن ماهو العلم الذي يكون ضد الدين؟ وكيف عرف الشخص هذا الشيء ضد الدين؟
 بعبارة أخرى ماهو العلم حتى نصدق به؟ 

انا أعلم ان الملحد لا يعرف ما يقول مجرد كلمة هو قائلها سمعها من طائفته ورددها معهم بدون فهم لما يقول. 
ومع ذلك سوف ابين للناس ماهو العلم وكيف تعرف الكلام المستهلك الذي يردده الأغبياء. 


كلنا نعرف العلم يعني المعرفة. لكن كيف عرفنا ذلك؟ قد تكون اي شيء تسمعه يدخل ضمن المعرفة شيء عرفته لكن هل الذي عرفته هو الواقع فعلاً ام مجرد افتراض؟ 


ترسيم العلم او حدود العلم 
يقسم العلم إلى اثنين :

علم تجريبي او تشغيلي : هو العلم الذي يدخل فيه جميع الأدوات و التكنولوجيا التي صنعها الإنسان وكل شيء يرصده الإنسان يعيد التجربة عليه. 

الملاحظة ← الاستقراء ← الفرضية ← اختبار الفرضية بالتجربة ← الإثبات / النقض ← المعرفة

علم التاريخي : هو العلم الذي يحاول تفسير الأحداث التي لا نرصدها او خارج المختبر والتي غالباً ما تعتمد على الإيمان المسبق للفرد نظرته للعالم ( هل هناك الله ام لا) و يدخل في هذا العلم كل شيء خارج المختبر وابسط امثله عليها هو الخلق والتطور عمر الكون والأرض.... هذه كلها تعتمد على إيمانك فقط. 



 على اليمين علم التاريخي واليسار علم تجريبي 

يشرح التطوري ارنست ماير الاختلاف بين العلم التجريبي وعلم التاريخي :

"على سبيل المثال ، أدخل داروين التاريخية إلى العلم. علم الأحياء التطوري ، على عكس الفيزياء والكيمياء ، هو علم تاريخي - يحاول أنصار التطور شرح الأحداث والعمليات التي حدثت بالفعل. القوانين والتجارب تقنيات غير مناسبة لشرح مثل هذه الأحداث والعمليات. بدلاً من ذلك ، يبني المرء سردًا تاريخيًا ، يتألف من إعادة بناء مؤقتة لسيناريو معين أدى إلى الأحداث التي يحاول المرء تفسيرها ".[1]


 وأيضا التطوري ويلسون :
" إذا كانت السيارة المتحركة عبارة عن كائن حي ، فإن البيولوجيا الوظيفية تشرح كيف يتم بناؤها وتشغيلها ، في حين أن البيولوجيا التطورية ستعيد بناء أصلها وتاريخها - كيف تم صنعها ورحلتها حتى الآن." [2] 


عندما يقول الملحد أن العلم ضد الدين قل له أي علم؟ تجريبي ام تاريخي؟ أعدك لن يعرف ما يجيبك. 

التصورات والتحيزات 


في المجتمع العلمي يؤمن المذهب المادي كل التفسيرات يجب أن تكون بدون الله. 

" العلم ، في الأساس ، لعبة. إنها لعبة ذات قاعدة واحدة مهيمنة ومحددة. القاعدة رقم 1: دعونا نرى إلى أي مدى وإلى أي مدى يمكننا تفسير سلوك الكون المادي..... من منظور مادي بحت والأسباب المادية ، دون التذرع بما هو خارق للطبيعة "[3]


 اليوم ، العلم يقابل المذهب الطبيعي: فقط المفاهيم المادية هي التي يمكن الاستمتاع بها ، بغض النظر عن الدليل. قال البروفسور ريتشارد ليونتين :

" نحن نأخذ جانب العلم على الرغم من العبثية البراءة لبعض بنياته ، على الرغم من فشلها في الوفاء بالعديد من وعودها الكبيرة بالصحة والحياة ، على الرغم من تسامح المجتمع العلمي مع ما لا أساس له من صحة القصص ، لأن لدينا التزامًا مسبقًا ، التزامًا بالمادية. 
لا يعني ذلك أن أساليب ومؤسسات العلم تجبرنا بطريقة ما على قبول تفسير مادي للعالم الظواهر ، ولكن على العكس من ذلك ، نحن مجبرون من قبلنا المسبق .الالتزام بالأسباب المادية لإنشاء جهاز للتحقيق ومجموعة من المفاهيم التي تنتج تفسيرات مادية ، مهما كانت غير بديهية ، مهما كانت محيرة للمبتدئين. علاوة على ذلك ، تلك المادية مطلقة ، لأننا لا نستطيع أن نسمح بقدم إلهية في الباب
" [4]

ينطلق المذهب الطبيعي او المادي من افتراض عدم وجود الله ولا يوجد له تأثير في الماضي او الحاضر او في المستقبل. 
ولهذا جميع ما في الكون يجب ان يكون تفسير طبيعي عبارة عن طاقة و عشوائية بدون ما يكون هناك تدخل الله. 


طبعاً جميع الأديان تتفق أن الله خلق الطبيعة او سبب في وجودها و الله لا يتدخل في المعجزات الا في الأصول. 
الأصول تعني ما اصل كل شيء مثلآ اصل الإنسان، اصل الذكاء، اصل الكون، اصل الحياة ..... الخ 

الإختلاف الجوهري بين الدين والمذهب الطبيعي هو تدخل الله في الأصول. المذهب الطبيعي يقول طالما الله لم يتدخل الآن هو لم يتدخل في الماضي و لديهم افتراض او الإيمان " الوتيرة الواحد او التوحيد الذي يعني الحاضر مفتاح الماضي" ما يحدث الآن هو نفسه حدث في الماضي سوف يحدث في المستقبل. 

ولهذا المذهب الطبيعي عندما يقدم تفسير لأصل الكائنات الحية او الكون سوف ينطلق من مبدأ عدم وجود الله ثم يقدم أكثر من إقتراح او فرضية لانشأتها طبيعيا. 

مثلآ عندنا هذه الصخور حتى انا لا اعلم أصلها سوف نقدم تفسيرات مادية على سبب وجودها. 





كم نستطيع ان نقدم تفسير لها او كم افتراض مثلا الأنهار، الطوفان، الرياح، الاعاصير، الأمطار... الخ كل هذه افتراضات محتمله في المذهب المادي ولا تخرج الإجابة عن هذه الاحتمالات! لماذا؟ لأن المذهب ملزم بتقديم تفسير طبيعي ولهذا لن تجد يقبل بتفسير آخر مثلاً تدخل الإنسان لأن هذا تفسير خارج أساسيات المذهب ويعتبر تفسير زائف او مخالف للمذهب المادي.
وقيس هذا على الكون واصله الكائنات الحية وتعقيدها وبما فيهم الإنسان سوف تكون الإجابة هي تفسيرات مادية فقط حتى وإن بدأت تفسيرات كارتونية إلا انها عندهم هي واقعية لن تخرج عن هذه التفسيرآت! 


اما التدليس على الناس البسيطة الذي يكون بجهل من الملحدين بدون قصد لأنهم أيضآ جاهلون مثلهم.  


لاحظ الفرق بين الجملتين 


▪️ العلم ضد الدين 
▪️ الافتراضات المادية او الطبيعية التي ترفض تدخل الله ضد الدين 


الناس البسيطة عندما تسمع كلمة علم ما يخطر في بالهم هو شيء تم تجربته في المختبر ويستطيع اي أحد يعيد تجربته ولهذا عندما يسمع هذه سوف يشكل اضطرابات عنده كيف اوفق بين ما يقوله الله او العلم الذي أنا جربته في المختبر سوف يخرج من الدين و طبعاً الملاحدة لجهلهم هم يقصدون بالعلم التطور واصل الحياة والكون... الخ هذه كلها طبعاً هذه افتراضات مادية لم تدخل المختبر اصلآ. 


الجملة الثانية عندما يسمع ان الافتراضات المادية التي تقول الله لم يتدخل يومآ في الطبيعة او أصلها لان المذهب او الفلسفة تقول هكذا بدون دليل هي ضد الدين آكيد لن يتأثير المتدين لأنك عرفت المذهب المادي هو افتراضات لا أكثر تقدم تفسير بدون تدخل الله بعبارة أخرى شيء معروف من عنوانه لن يحدث اضطراب او شيء يمس عقيدته لكن لو قلت مثل الجملة الأولى سوف تحدث اضطراب عنده لانك دلست بعلم اذا كنت تعلم الفرق او بجهل اذا كنت جاهل. 


في النهاية نحن نصدق العلم الذي في المختبر لا الافتراضات التي تقع خارج المختبر او الافتراضات القائمة على إيمانك بعدم وجود خالق 

ولهذا العلم بحقيقة الشيء والتنوير الناس بها قبل يدلس عليهم الملاحدة بجهلهم شيء نحتاجه في العالم الإسلامي وقل من يفعل ذلك. 

المراجع 


1
Mayr, Ernst (1904–2005), Darwin’s Influence on Modern Thought, based on a lecture that Mayr delivered in Stockholm on receiving the Crafoord Prize from the Royal Swedish Academy of Science, 23 September 1999; 
published on ScientificAmerican.com, 24 November 2009
2
Wilson, E.O. (1929– ), From so Simple a Beginning, p. 12, Norton, 2006.
3
Richard E. Dickerson [evolutionist scientist]: "The Game of Science." 
Perspectives on Science and Faith (Volume 44, June 1992), p. 137
4
Lewontin, R., Billions and billions of demons, The New York Review, January 9, 1997, p. 31 
تعليقات